في مشهد يجسد روح المحبة والوحدة الوطنية، زار اللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، دير السيدة العذراء بجبل الطير بمركز سمالوط، ليُشارك الأخوة الأقباط احتفالاتهم بموسم السيدة العذراء. وخلال الزيارة، أكد المحافظ على أن التراث الديني ليس فقط ركيزة للهوية الوطنية، بل أحد أهم محركات التنمية المستدامة، مشددًا على أن مصر ستظل نموذجًا للسلام والتعايش في ظل قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
في إطار الاحتفال بموسم السيدة العذراء، قام اللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، بزيارة دير السيدة العذراء بجبل الطير بمركز سمالوط، يرافقه عدد من القيادات الأمنية والتنفيذية، لتقديم التهنئة للأخوة المسيحيين بهذه المناسبة الروحية ذات الطابع الخاص.
وكان في استقباله الأنبا بفنتيوس، مطران سمالوط، الذي رحب بالزيارة مؤكدًا أنها تعكس عمق الانتماء للوطن، والتلاحم القوي بين أبناء الشعب المصري. وخلال اللقاء، أهدى الأنبا بفنتيوس المحافظ “مفتاح الحياة”، أحد أبرز الرموز الهيروغليفية الدالة على الخلود، تعبيرًا عن المحبة والامتنان. كما حرص الوفد على التقاط الصور التذكارية مع رجال الدين، في مشهد يعكس الترابط الإنساني والاحترام المتبادل.
وأكد محافظ المنيا أن هذه المناسبة تجسد صورة من صور التلاحم الوطني، موضحًا أن جميع الأديان تدعو إلى المحبة والتسامح، وأن هذه الروح ستبقى أحد أسرار قوة وتماسك الوطن في مواجهة التحديات. كما أعرب عن تقديره للدير وتاريخه العريق، مؤكدًا أن حماية وصون التراث الديني مسؤولية وطنية، نظرًا لما يمثله من ثروة ثقافية وروحية، تسهم في تعزيز السياحة الدينية ودعم مسارات التنمية المستدامة.
وأشار كدواني إلى أن محافظة المنيا تبذل جهودًا كبيرة لتطوير منطقة جبل الطير، ورفع كفاءتها لاستيعاب الزيارات المتزايدة من داخل مصر وخارجها، كونها واحدة من أهم محطات مسار العائلة المقدسة، لافتًا إلى أن الأعمال شملت تطوير المدخل الرئيسي للدير، ورصف الطرق المؤدية إليه، وتركيب اللوحات الإرشادية، وأعمال التشجير والإنارة، بما يحول المنطقة إلى مقصد ديني وسياحي متميز.
ويُعد دير السيدة العذراء بجبل الطير من أقدم الأديرة القبطية في مصر، حيث يعود تاريخه للقرن الرابع الميلادي، ويستقطب آلاف الزوار سنويًا، ما يجعله أحد الرموز المهمة للحوار بين الأديان والثقافات، ويؤكد أن مصر، بكل مكوناتها، تسير على درب التسامح والمحبة والتنمية معًا.