أعلن مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا بلاتفورمز، عن خطة طموحة لاستثمار مئات المليارات من الدولارات في البنية التحتية الحاسوبية، بهدف تطوير نظام ذكاء اصطناعي فائق يتجاوز قدرات العقل البشري، في خطوة وصفها مراقبون بأنها قد تُغيّر وجه العالم.
وفي منشور على منصة “ثريدز”، كتب زوكربيرغ أن “ميتا” تسعى إلى بناء واحد من أكثر الفرق كفاءة وتميزاً في العالم في مجال الذكاء الاصطناعي، مؤكداً أن لدى الشركة التمويل الكافي من أعمالها الإعلانية لتمويل هذا التوسع غير المسبوق.
ويُقصد بـ”الذكاء الاصطناعي الفائق” أنظمة متقدمة تفوق في قدراتها الذهنية والعقلية مستوى الإدراك البشري، وهو ما يمثل قفزة نوعية في تطور التكنولوجيا، ويثير في الوقت نفسه تساؤلات أخلاقية وتنظيمية عالمية.
مشاريع ضخمة ومراكز بيانات عملاقة
وكشف زوكربيرغ عن نية الشركة إنشاء مراكز بيانات فائقة القدرة لدعم هذه المرحلة الجديدة، من أبرزها مركز “بروميثيوس” المتوقع تشغيله في عام 2026، ومركز آخر يُدعى “هيبريون” يُقدَّر أن يستهلك ما يصل إلى 5 غيغاوات من الطاقة، وهي كمية تكفي لتزويد أكثر من أربعة ملايين منزل أميركي متوسط الاستهلاك.
وتأتي هذه الخطوة ضمن سباق عالمي تحتدم فيه المنافسة بين “ميتا”، وخصومها الأبرز في هذا المجال، مثل “أوبن إيه آي” و*”جوجل”*، حيث رفعت ميتا إنفاقها الرأسمالي لعام 2025 إلى ما بين 64 و72 مليار دولار، وفق ما أفادت به الشركة في وقت سابق.
تأثير بيئي وتوسع غير مسبوق
تُعد هذه المبادرات جزءاً من سباق عالمي لإنشاء بنية تحتية سحابية قادرة على تشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي العملاقة. وتشير إحدى الدراسات إلى أن مراكز البيانات المدعومة بالذكاء الاصطناعي قد تستهلك نحو 1.7 تريليون غالون من المياه سنوياً بحلول عام 2027، في ظل تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات.
ويضم العالم حالياً أكثر من 10 آلاف مركز بيانات، معظمها في الولايات المتحدة، تليها المملكة المتحدة وألمانيا، وتشكل هذه المراكز العمود الفقري للخدمات السحابية والذكاء الاصطناعي.
وقد لقي إعلان “ميتا” رد فعل إيجابياً في الأسواق، حيث ارتفعت أسهم الشركة بنسبة 1% عقب الإعلان، وبلغت مكاسب السهم حتى الآن في عام 2025 أكثر من 20%.
وتُعد “ميتا”، التي حققت إيرادات تجاوزت 160 مليار دولار في عام 2024، من الشركات الرائدة في التحوّل نحو الذكاء الاصطناعي، في ظل رؤية تسعى إلى إعادة تشكيل علاقة البشر بالتقنية، وتقديم خدمات تتجاوز الشبكات الاجتماعية التقليدية.







