كتب : علي محمد علي
في إطار تعزيز العلاقات الاقتصادية بين مصر والمغرب، شارك مجمع عمال مصر المنظومة الاقتصادية المستدامة بملتقى الأعمال المصري المغربي، أمس السبت بفندق تريامف لاكشري بالتجمع الخامس في القاهرة.
أفاد مجمع عمال مصر بأنه الشريك الاستراتيجي والراعي الرسمي الرئيسي لملتقى الاستثمار المغربي المصري، والذي يشمل الاحتفاء بجلالة الملك محمد السادس، بالتعاون مع مؤسسة أبناء المغرب بمصر للتنمية برئاسة الدكتورة سميرة العشيري.
ويهدف الملتقى إلى تعزيز التعاون التجاري والاستثماري بين البلدين، مع التركيز على فرص التنمية المستدامة ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة كذلك توطيد العلاقات بين مصر والمغرب في مختلف المجالات.
و شهد الملتقى حضور نخبة من رجال الأعمال والمستثمرين ، حيث تم استعراض فرص الاستثمار وتوقيع عدد من الاتفاقيات التي تعزز الشراكة الاقتصادية. كما شكل الملتقى منصة للتواصل المباشر بين المستثمرين من مصر والمغرب، بما ساهم في فتح آفاق جديدة للتعاون التجاري.
وجه المهندس هيثم حسين، رئيس مجلس إدارة مجمع عمال مصر، الشكر لجلالة الملك محمد السادس تقديرًا لجهوده المستمرة في تحقيق التنمية الشاملة وتعزيز أواصر التعاون المشترك بين مصر والمغرب. كما أثنى على الأستاذة سميرة العشيري لدورها البارز في دعم وتنسيق المؤتمر والاحتفاء بجلالة الملك محمد السادس
وأكد “حسين” أن القيادة السياسية المصرية تحت توجيهات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي تضع التعاون مع الدول العربية في صدارة أولوياتها، مشيرًا إلى أهمية تعزيز العلاقات الاقتصادية المشتركة بين الأشقاء العرب في مختلف المجالات. وأضاف أن العلاقات بين مصر والمغرب ليست فقط أخوية، بل تمتد إلى روابط اقتصادية تهدف إلى تحقيق التنمية المشتركة وتعزيز العلاقات الثنائية
وأوضح “حسين” أن اللقاء الحالي ليس مجرد فعالية اقتصادية، بل تجسيد لروح القومية العربية التي تجمع البلدين لتحقيق الأهداف الكبرى. وأشار إلى أن القومية العربية ليست مجرد شعار، بل عقيدة تتجلى في الأفعال اليومية والخطوات الملموسة نحو التكامل والتنمية، معتبرًا أن قوة الأمة العربية تكمن في وحدتها وقدرتها على العمل المشترك لتجاوز التحديات وتحقيق مصالح الشعوب.
وأكد “حسين” أن نموذج التعاون بين مصر والمغرب يُعد مثالًا يُحتذى به، حيث يتمتع المغرب بموقع استراتيجي كبوابة لإفريقيا وأوروبا، في حين تُعتبر مصر قلب الدول العربية والشرق الأوسط. وأشار إلى أن البلدين يمتلكان الإمكانات اللازمة ليصبحا قاطرتين للتنمية الإقليمية والعربية.
وأضاف “حسين” أن السوق المغربي يتميز بفرص واعدة في القطاعات الصناعية والزراعية والطاقة المتجددة، بينما تمثل مصر مركزًا للصناعات الثقيلة والمنتجات الغذائية والتكنولوجية. وأكد ضرورة استغلال هذه الميزات لتحقيق شراكات استراتيجية مستدامة تتجاوز التبادل التجاري لتشمل تنفيذ مشروعات مشتركة تخدم البلدين.
وأشاد بالسوق المغربي لما يتميز به من تنوع وعمق، واعتبره بوابة للتوسع نحو إفريقيا وأوروبا، مؤكدًا أن التعاون بين مصر والمغرب يمكن أن يحقق قوة اقتصادية مشتركة تمتد من المحيط إلى الخليج، مما يعزز المنافسة مع الأسواق العالمية.
وأشار إلى نجاح مجمع عمال مصر الذي تأسس قبل 15 عامًا كنموذج رائد في التنمية الصناعية والاستدامة، موضحًا أن المجمع يساهم في تعزيز الاقتصاد المصري من خلال مشروعات مثل مدينة الثروة الداجنة بمحافظة الفيوم، التي تمثل نقلة نوعية لتحقيق الاكتفاء الذاتي في المجال الداجني، ومشروع “أشجار مصر” بمحافظة الوادي الجديد الذي يمتد على مساحة 20 آلف فدان ، الذي يجمع بين الزراعة والصناعة والتعليم، بالإضافة إلى مجموعة OMC المتخصصة في صناعة النسيج والملابس الجاهزة .
وأكد “حسين” أن اتحاد الدول العربية يُمكنها من أن تصبح قوة سياسية واقتصادية قادرة على المنافسة عالميًا والتأثير بفعالية. ودعا إلى تبني توصيات المؤتمر، ومنها إنشاء صندوق استثماري مشترك لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة في المغرب ومصر، وتطوير سياسات اقتصادية موحدة تعزز التبادل التجاري، وإنشاء مركز بحثي عربي مشترك لتعزيز الابتكار ودراسة الفرص الاستثمارية، بالإضافة إلى تعزيز الربط اللوجستي بين البلدين وإطلاق منصة رقمية شاملة تضم بيانات السوقين المصري والمغربي.
وختم “حسين” تصريحاته بالتأكيد على أن الأمة العربية تمتلك الإمكانات والطموح لتكون نموذجًا للتكامل والاستدامة، مشددًا على أن مستقبل الشعوب يبنى بالعمل المشترك لتحقيق التطلعات المشتركة، وأن العلاقة بين مصر والمغرب ليست اقتصادية فحسب، بل تمتد لتشمل جميع المجالات.
وشهد المؤتمر حضور نخبة من الشخصيات البارزة، من بينهم الدكتورة سميرة العشيري، رئيس مجلس مؤسسة أبناء المغرب ومصر للتنمية، والمهندس هيثم حسين، رئيس مجلس إدارة مجمع عمال مصر والشريك الاستراتيجي للمؤتمر، وسعادة السفير محمد آيت وعلي، سفير المملكة المغربية لدى مصر والمندوب الدائم للمغرب في جامعة الدول العربية، والأستاذ معاوية صقلي، العضو المنتدب للبنك التجاري وفا بنك، والسفير أشرف إبراهيم، مساعد وزير الخارجية وسفير مصر الأسبق لدى المغرب وأمين عام الوكالة المصرية للشبكة من أجل التنمية، والشريف السيد محمود الشريف، نقيب السادة الأشراف.